السلم نيلو فى نيلو والعتية قزاز .. والى يبيع ناسة واهلة يستاهل الحرق بجاز (1)
رغم قناعتى ان الثورة لازالت فى اولى خطواتها وترددى مرة تلو الاخرى فى كتابة شهادتى عليها الا اننى اثرت ان اكتب بعض الاسطر فى عجالة حتى يتبلور الامر تماما وبعدها اعيد كتابة العجالة فى تأنى وذكر التفاصيل
فى البدء
علمت من اولادى ان هناك استعدادات لثورة سيكون موعدها يوم 25 يناير حيث كانت ابنتى فيرونيكا جمال" 19 سنة" متابعة جيدة لاانشطة الصفحات الداعية للتحرك مثل صفحة كلنا خالد سعيد وغيرها من الصفحات وكان ابنى ابانوب جمال" 16 سنة " الذى يدرس بالقاهرة يتابع نفس الصفحات على الانترنت ويرصد بعض الدعوات التى تدعو الناس للتحرك من اماكن انطلاق وتجمع ومالى زلك .. الا اننى استخففت بما ينقلة الى ابنائى و قلت لهما انها مظاهرة كبرى وستنفض بعد ساعات وسيسفر الامر كما اعتدنا على اعتقال بعض الشباب والشابات ليفرج عنهم بعد ساعات او ايام او حتى شهور وحسب
اختلفت الرؤى فى المنزل بينى وبين ابنائى جدا فقد باتو يشعرون انى سيدة رجعية لا يطالهم منى الا اثنائهم عن نواياهم وتهبيط حماستهم وكل ماهو من شأنة ان يقوض عزمهم على الثورة ولا اعرف كيف صدقو وامنو ووثقو فى نجاحها ونظرت انا اليهم بعين الشفقة لانهم واهمون ويعتقدون انهم بقفزة من الممكن ان يلامسو السماء !!!!
يوم 24 يناير
فى تمام الساعة الرابعة عصرا من ليلة 24 يناير تلقيت اتصالا هاتفيا من مدير مباحث مديرية امن قنا ووجدتة يستحلفنى برحمة زوجى ان لااغادر منزلى غدا ولا انضم الى اى فعاليات لانها هوجة "هتلم العاطل على الباطل " كما قال ..واضطررت لان اعاهدة لشدة الحاحة ورجائة
فى تمام الساعة السادسة اتصلت ىى صديقة لتخبرنى ان طارق عواد وهو من ظباط امن الدولة يتناول فى عملة الانشطة السياسية .. يريد ان اكون لدية فى تمام الساعة العاشرة مساء لامر هام .. فقلت للصديقة انة لابد وانة سيفاتحنى فى امر 25 يناير واننى وعدت مدير المباحث محمد بدر بانى لن اشارك الا انها اصرت على اصرارة فى الحديث الى وتممت على العاشرة مساء
فى تمام الساعة التاسعة والنصف مساء ارتديت ملابس شتوية ثقيلة وجوارب ووضعت شال صوف بالشنطة وجواز سفرى وتركت رسائل على الفيس بوك لبعض الاصدقاء انى سازهب للجهاز وعليهم ان ينتظرو اربعة وعشرين ساعة وان لم اظهر فهم على علم بمكانى .. وغادرت منزلى الى الصديقة التى تناولت اخبار الاولاد والصحة ومالى زلك وقالت لى نحن فى انتظار تليفون طارق بك واضافت انة دمث الخلق وودود ..وقد كنت انا مستعدة لكل الاحتمالات التى ستترتب على كلامى مع هذا الكائن الذى لم اتعامل معة من قبل لا هو ولا غيرة من كائنات امن الدولة الكريهة التى وصمتنى ولطختنى واتهمتنى زورا بكل ماهو مشين واثارت على المجتمع الصعيدى عن طريق الضغط على كل ماهو يجيش نفوسهم ضدى ولا اعرف كيف ساتعامل مع من طاردونى ولفقو لى التهم والتحريات ومنعونى من حرية مغادرة مصر ومن كثيرا جدا من الحرية الشخصية ومن عملى وراتبى الذى كنت فى اشد الحاجة الية بعد وفاة زوجى بل ومن وجود مجرد بطاقة فى يدى لدرجة دفعتنى ان لااسلم باسبورى ابدا الى جهات حكومية وامنية خوفا من افعالهم
فى تمام الساعة العاشرة دق هاتف الصديقة لتكلمة هى اولا وترحب بة بما يدل على علاقة وثيقة ثم قالت لى : اتكلمى وخدى راحتك وقولى كل الى عندك ..
طارق عواد : مساء الخير يامدام
هالة المصرى : مساء النور يافندم
طارق عواد : مدام هالة لى الشرف ان اكلمك فانتى مثال للناشطة المتميزة وكل التقدير والاحترام لدورك الوطنى الذى لاينكرة الا الاعمى فقط
هالة المصرى : الف شكر لحضرتك دة من زوقك
طارق عواد : مدام هالة انتى عارفة ان بكرة فى ناس متجهة لاعمال شغب وانا دلوقت بكلمك مش كظابط .. لا بكلمك بالدافع الوطنى وانا اعلم انتى قد اية ست وطنية واعلم جيدا مدى ماتعرضتى لة من ظلم وتطاول واهانات سنجلس ونتناولة وسيعود لك حقك ومكانتك اللائقة .. وستعودين الى عملك وانا اسف لموقف المحافظ المتعنت من عودتك لعملك وانتى فى مثل تلك الظروف المادية الحرجة ولكن بوعدك ان كل الامور هترجع لنصابها الصحيح ودة وعد منى
هالة المصرى : الف شكر لك .. المطلوب منى اية ؟
طارق عواد : تلتزمى المنزل غدا ولا تشاركى فى اى شئ ممكن يحصل
هالة المصرى : كلمنى اللواء محمد بدر واستحلفنى برحمة زوجى ان لااشارك وقد فعلت .. عموما انا لن اشارك غدا
سلام
سلام
الى هنا انتهت المكالمة القصيرة العجيبة التى لم اكن اتوقع ان تتنتهى سلمية وكنت مستعدة لكل شئ الا اننى ايقنت ان ماسيحدث يوم 25 يناير لن يكون مجرد مظاهرة وان اولادى صح وانا مخطئة
عدت الى منزلى مبكرا على غير المتوقع فاندهشت ابنتى التى كانت تتوقع ان يتم احتجازى لحين مرور يوم 25 وكانت مستعدة لهذا الامر تماما الا انها غضبت جدا لاعطائى وعود بعدم المشاركة ووصمتنى بالخوف والجبن بل ووصل الامر الى الاتهام بعدم الوطنية فرددت مكابرة انها هى واخيها بيحلمو وان الامر مظاهرة كبيرة مش اكتر
جلست لاجد نفسى غارقة فى الضحك على كلام طارق عواد الذى ارانى الله اليوم ان يعترفو لى بوطنيتى التى امتلكها انا وهم لايمتلكو واحد على مائة منها وهم صاغرين بعدما تفننو فى الاكادة لى ووصمى بالخائنة والعميلة والجاسوسة ومتلقية الاموال كى يقللو من قيمة كل ماافعل امام الناس وابدو للجميع انة مجرد سيدة مأجورة ولست صاحبة قضية او رأى ابدا .. ولم يقفو عند زلك الحد بل تمادو وغازلو المجتمع المغلق الذى اعيش بة فبالغو فى وصفى بالعاهرة والمدمنة والجاحدة والمدعية والتافهة واعتقد انهم كانو يسعدون كثيرا وينتشون كلما نشرو زلك الكلام وتلك الافكار عنى
الى هنا سااتوقف عن سرد شهادتى على الثورة الان وساعود لاستكمل لاحقا
حيث ان الحديث عن امن الدولة المنحل بعناصرة الغبية يصيبنى بالقرف
ايها السادة : استفيقو يرحمكم الله
فلم يحمى هذا الجهاز احد منا ابدا
بل كان يضم جماعة من الموتورين لايحافظون الا على كراسيهم على حساب جثثنا وسمعتنا
هالة المصرى
جزء اول
تعليقات