فيرونيكا.. قالت لمجدي أيوب: أنت محافظ لين .. والحاكم اللين فتنة

محمد الباز





كانت الجلسة الأولي في محاكمة حمام الكموني والمتهمين بارتكاب مجزرة نجع حمادي، علي وشك الانتهاء، لم يكن فيها ما يثير أو يلفت الانتباه، فهي جلسة إجراءات عادية، دع عنك بعض ما قال حمام الكموني من أنه ليس معقولا أن يرتكب أحد جريمة مثل هذه ثم يسلم نفسه طواعية، لكن ما حدث من الفتاة فيرونيكا جمال هو الذي لم يكن عاديا.

فيرونيكا واجهت حمام الكموني وصرخت في وجهه قائلة له انت كافر، وقبل أن يستوعب ما يجري حوله قالت له: هيعدموك زي ما قتلت شباب الأقباط ليلة العيد...انت قتلت ولادنا وكسرت فرحتنا، علي الفور التفت حولها الفضائيات التي كانت موجودة، لتسجل انفعالها وهتافاتها.



فيرونيكا عمرها 17 سنة، تدرس في مدرسة عمر بن عبدالعزيز الثانوية الخاصة، تحديدا في الصف الثاني الثانوي أدبي، لا تصرف وقتها كله في الدراسة، فلديها اهتمامات أخري تتعلق بالشأن العام، خاصة الشأن القبطي، والأمر منطقي عندما نمد الخط علي استقامته ونعرف أنها ابنة الناشطة الحقوقية هالة المصري، التي يعرفها ناشطو الإنترنت كواحدة من المدافعين عن حقوق الأقباط، من أرضية المواطنة وليس من أرضية الطائفية.



مواجهة فيرونيكا لحمام الكموني لم تكن الأولي في متابعتها لقضية نجع حمادي، فقد قامت بمواجهة أخري، لكنها مع محافظ قنا القبطي مجدي أيوب هذه المرة، ما حدث حكته فيرونيكا من خلال مدونتها التي سجلتها في 28 يناير الماضي الساعة الثانية و16 دقيقة صباحا المدونة اسمها "أفتر إيت"، تقول فيرونيكا: النهاردة الصبح قبل ما تخلص الكنيسة بشوية رحت لمكان اسمه "بسمة أوتيل"، دخلت وقعدت وطلبت شاي، وفجأة دخل ناس كتير وبينهم شيوخ وفي وسطهم واحد ببدلة كده وشيك، بصيت أشوف مين ده؟ طلع محافظ قنا مجدي أيوب، حسيت بحاجة من جوايا مخلياني مش قادرة أقعد في نفس المكان اللي هو موجود فيه.



وتضيف فيرونيكا: كنت لسه فاكرة جنازة شهداء نجع حمادي.. وكان دمي لسه بيغلي، فكرت أقدر أعمل إيه علشان أوصل له إنه رجل غير حكيم، قمت من مكاني وتوجهت ناحيته وقلت له: ممكن أسلم علي حضرتك، قام وظبط بدلته، وقال لي: طبعا يا أفندم تسلمي علي، رحت أنا قلت له: ممكن أقول لحضرتك كلمة، قال لي اتفضلي، فقلت له: الحاكم اللين فتنة.



كانت هذه الكلمة تحديدا هي التي قالتها جورجيت قليني نائبة مجلس الشعب في وجه مجدي أيوب وأغضبته بشدة، الفارق أن جورجيت قالتها لوسائل الإعلام، أما فيرونيكا فقد قالتها للمحافظ في وجهه.



ومرة أخري إلي تدوينتها تقول: لقيت الشيوخ الموجودين بيقولوا انتي بصراحة جبتي من الآخر، لكن للأسف المحافظ زعل، وألغي الاجتماع وكان ناوي يتغدي لكن يبدو أن نفسه اتسدت.



بعد أن خرجت فيرونيكا من فندق بسمة أوتيل، شكت في وجود من يتابعها، اتصلت بوالدتها قالت لها: أنا عند الكنيسة وفيه مخبرين بيسألوا أنا مين؟ طلبت منها والدتها أن تعود مرة أخري إلي الفندق حتي تأتي إليها، عندما دخلت فيرونيكا مرة أخري إلي إستقبال الفندق أوقفتها موظفة وقالت لها: إنت عملتي إيه في الراجل، الدنيا خربانة والمحافظ ألغي الاجتماع وخرج غضبان جدا، فقالت لها فيرونيكا:أنا قلت له اللي كان لازم يوصل له.



الغريب أن الفتاة الصغيرة التي تسير إلي جوار أمها هالة المصري في كل مكان، وتتواجد معها في كل الفعاليات التي تحضرها، وتتفق معها في آرائها، لها وجهة نظر مختلفة في أداء كثير من الحقوقيين، فهي لا تحب اللف ولا الدوران، فهي تقول للغولة في وجهها: عينك حمراء، ولا تهتم بعد ذلك بالنتائج ولا العواقب.



قد يكون ذلك لصغر سنها، لكن ما تفعله فيرونيكا يؤكد أن المستقبل سيحمل لنا ناشطة حقوقية صلبة تدخل النار بقدميها دون أن تشكو أو تتراجع.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة