تغطية الاستاذة / حنان فكرى لشهادة الانبا كيرلس امام المحكمة ومرافعة الاستاذ / سامح عاشور
جولة جديدة مع قضية نجع حمادى التى راح ضحيتها سبعة شباب ليلة عيد الميلاد يناير الماضى .. خاضها فريق الدفاع عن المجنى عليهم اليوم بعد الاستماع لشهادة نيافة الانبا كيرلس اسقف قنا ونجع حمادى ...والتى استمعت لها هيئة المحكمة .. ثم ناقشه دفاع المتهم الثالث فى القضية .. وبعدها عرضت النيابة العامة مرافعتها فقضت المحكمة بتأجيل القضية لمرافعة دفاع المتهمين الى يوم 18 ديسمبر المقبل .
بدأت الجلسة وسط زخم امنى هائل .. استدعى المستشار محمد فهمى رئيس المحكمة الانبا كيرلس للشهادة طالبا احضار كرسيا وسط القاعة و دعاه للجلوس اثناء شهادته بما يتناسب مع هيبته كرجل دين ..ثم طلب منه ان يقسم فاقسم نيافة الانبا كيرلس " والله العظيم اشهد بالحق".. فجأة وقف كل الحضور بالقاعة ليتمكنوا من سماع صوت الشاهد .. امر القاضى بالجلوس وكان حاسما حازما ثم سأل الانبا كيرلس قائلا :
س :متى انتهيت من صلاة قداس العيد فى تلك الليلة ؟
ج: حوالى الساعة 11 او 11 وعشر دقائق .
س :هل هذا التوقيت هو التوقيت المعتاد لانهاء صلاة قداس العيد باستمرار؟
ج : لا
س : ما هو الوقت المعتاد ؟
ج : الواحدة صباحا .
س : هل انتهت كل الكنائس فى نجع حمادى من قداساتها فى نفس التوقيت ؟
ج :كل الكنائس انهت القداس ما بين 10 و11 م .بناء على الموعد الذى اتفقنا عليه جميعا لانهاء الصلوات مبكرا
س: وما الدافع وراء انهاء الصلوات مبكرا ؟
بسبب ما اثير من اقاويل وتهديدات وسط الناس على اثر احداث فرشوط التى بدأ يتردد بعدها وسط اهالى نجع حمادى ان هناك انتقام ما " احنا هانعمل ونسوى فيكم –المقصود المسيحيين – وذلك بدون وصول اى تهديد معان من اى شخص لنا فتحوطا للامر قررنا انهاء الصلوات مبكرا .
س : هل ابلغت حدا من المسئولين عما تردد من تلك الاقاويل ؟
ج : لا
س : متى عدت الى المطرانية فى تلك الليلة ؟
ج : حوالى 11 وربع م .
س : من كان معك انذاك ؟
ج : مجموعة من الشمامسة لا اتذكر منهم سوى اثنين هما ايمن موريس و رياض منصور .
س : ما الذى حدث بعد ذلك ؟
ج : بعد دخولى المطرانية بدقيقتين او ثلاث دقائق سمعت اطلاق اعيرة نارية فهرول الشباب خارجا من الباب الامامى للمطرانية وعادو ليقولون لى ان هناك من يطلق النيران واناس طرحى الارض مصابون .
س: هل شاهد هذان الشابان من اطلق النيران ؟
ج : لم يقولا لى الا " فى ناس واقعة فى الشارع "
س : هل اخبراك بهوية المصابين او القتلى و القتلة؟
ج : لا
س : ما الذى فعلته على اثر ذلك ؟
ج: جريت على الباب الخلفى للمطرانية اشوف ايه اللى حصل .
س : وما الذى دفعك للذهاب الى الباب الخلفى وليس الامامى حيثما كان اطلق النار ؟
ج : لانى خمنت ان من يطلق النيران سيسير فى اتجاه شارع 30 مارس وهو الذى يطل عليه باب المطرانية الخلفى وهو اتجاه سير السيارات .
هنا اعترض الكمونى من داخل القفص صارخا كذب كذب حسبى الله ونعم الوكيل وظل يصرخ فى هيستريا غير منضبطة مما اضطر المستشار محمد فهمى على الفور لاخراجه خراج القاعة حرصا على عدم تطاوله فىالكلام مثلمافعل سابقا مع العميد احمد حجازى الشاهد فى القضية .ثم اكمل المستشار فهمى توجيه الاسئلة لنيافة الانبا كيرلس قائلا : ما الذى دعاك للتفكير انهم سوف يسيرون فىهذا الاتجاه ؟
ج : خمنت انه مجرد تخمين .
س : ما المسافة بين المدخل الخلفى والامامى للمطرانية ؟
ج : حوالى 30 متر .
س : ما الهدف من الذى كنت تبتغيه من رجوعك للباب الخلفى ؟
ج : اشوف ايه اللى بيجرى .ولقيت ضرب نار رجعت تانى .
س : هل تعرفت على لو ن ونوع السيارة ؟
ج : نعم فيات زيتى وشفت جواها ثلاثة مع الصدمة ماركزتش مين هم .
س : كانوا بيضربوا منين ؟
ج : انا كنت يمين العربية والضرب كان من الشمال .
س :هل سمعت اعيرة نارية خلاف ذلك ؟
ج : سمعت دفعة ثانية عند تقاطع شارع بور سعيد مع 30 مارس .
س :هل ذهببت الى هناك ؟
ج : طلعت عند ميدان بنك مصر لقيت الضباط بيقولوا ارجع لان حمام الكمونى بيموتالناس فى الشارع.
س : هنا ثار المتهم الثانى وقال " العميد الحمد حجازى ملفق لنا القضية حسبى الله ونعم الوكيل " وظل يصرخ فاخرجه القاضى من الجلسة ايضا .ثم اكمل استجوابه قائلا : ما علاقتك بحمام الكمونى ؟
ج : حمام الكمونى معروف للناس كلها على مستوى البلد جانى مرة وطلب وظيفة .
س : هل تردد عليك ثانية ؟
ج : اطلاقا .
س : هل كنت تعطيه مساعدة او احسان او صدقة ؟
ج : ولا اى شىء ولا حتى كسوة .
س : هل هناك ثمة خلافات بينكما ؟
اطلاقا .
س : هل رايت احدا من الثلاثة الذين قاموا باطلاق النار ؟
ج : لا
س : ما الذى تعلمه عن حمام ؟
ج : معروف عنه انه ماشى فى طريق الفتونة وانه فتوة .
س : هل تعتقد ان وراء الحادث محرضا ؟
ج : عندما سألونى فى التحقيقات قالوا انه مديون بنص ثمن سيارته فقلت شخص مديون بنصف ثمن سيارته من اين سياتى بسلاح الى الا اذا اشتراه له شخص اخر .
س: هل بينك وبينه اى خلاف ؟
ج : اطلاقا وعلاقتى بالمسلمين جيدة جدا .
س:من ابلغت عقب الحادث ؟
ج : مدير الامن وامن الدولة .
بعدما فرغ القاضى من اسئلته للانبا كيرلس وجه لدفاع المتهمين الاول والثانى سؤلا حول ما اذا كانا يريدان توجيه اسئلة فاجابا بالنفى اما دفاع المتهم الثالث المحامى اسامة القاضى فاصر على توجيه بضع اسئلة قائلا : ما الدافع الذى دعاك لتقديم طلب للنيابة الكلية لسماع اقوالك ؟
اجاب الانبا كيرلس قائلا : المحامى العام اتصل بى وقال لى " عايزين منك معلومات وحدد ميعاد نتقابل فيه ثم قال لى اننى على للادلاء بالمعلومات ان اتقدم بطلب للنيابة الكلية .
ثم قال المحامى اسامة : لم ياتى فى اقوالك ذكر ان الشباب قالوا لك ان هناك ضر ب نار من سيارة فما الذى دفعك للهرولة للباب الخلفى وراء رؤية سيارة لم يأ ت ذكرها اصلا ..؟
اجاب الانبا كيرلس : تخمين فقط لا غير
ما الذى دعاك للرجوع مرة اخرى للمطرانية ؟
ج: ضرب النار .
ثم قال اسامة :" اذا كان الانبا كيرلس هرول للباب الخلفى خوفا فهى غريزة انسانية لا نقول عنها شىء لكن الملفت انه خرج للباب الخلفى رغم ان الضرب كان عند الباب الامامى .
س : انت قلت انك رأيت السيارة تمر وتطلق نار هل كانت تطلق نار ؟
ج : لا شفتها معدية وبعدين سمعت ضرب النار .
س : ما المسافة بين الباب الخلفى وشارع 30 مارس ؟
ج : 10 متر .
س : وهل هذا وقتا كافيا لعبور السيارة هذه المسافة ؟
ج : العربية كانت ماشية ببطىء .
س: ما الذى جعلك تظرنان تلك السيارة هى التى اطلقت النيران ؟
ج : اول ما رجعت المطرانية الشباب قالوا لى حمام الكمونى كان راكب عربية زيتى وبيضرب النار .
س : لماذا رجعت ؟
هنا تدخل رئيس المحكمة قائلا : انت عايزه يطلع يقولهم انا اهه اقتلونى " .
ثم قال الانبا كيرلس :" انا قلت اللى حصل "واللى عندى .
سال رئيس الجلسة نيافة الانبا كيرلس هل لديك اقوال اخرى فاجا ب لا فطلب منه التوقيع وصرفه من قاعة المحكمة ثم بدأت مسادة كلامية شديدة بين رئيس الجلسة وبين المحامى اسامة القاضى حيث طلب الاخيراعادة سؤال الطبيبين الشرعيين حول ما اذا كان الضحايا او الشهود استحوا الخمر من عدمه وطلب اعادة استجاب الشاهدين الاساسيين فى القضية كما طلب انتظار حضور المحامى نبيه الوحش الذى لم يحضر هذه الجلسة وكذلك معاينة مسرح الجريمة وقد تم كل ذلك سابقا فرفض المستشار محمد فهمى كل الطلبات نهائيا اعترض اسامة مهددا بالانسحاب فقال له المستشار فهمى فلتنسحب لن تستجيب المحكمة لتلك الطلبات وعلى اثر ذلك كاد سامح عاشور المحامى ونقيب المحامين السابق ودفاع المجنى عليهم ان يخرج خارج الجلسة . رأى رئيس الجلسة ذلك فنادى عليه قائلا معالى النقيب اين تذهب . ابتسم عاشور وقال : هل منحتنى دقيقة ابدى فيها تصورى استمع له الرئيس بانصات شديد واقتنص سامح الفرصة عارضا دفاعه بعدما اعترضت المحكمة شهورا طويلة على دفاع المجنى عليهم وقال : " نحن نقدر الهيئة الموقرة ولكن من حقنا توضيح رأينا ووجهة نظرنا ان قانون 105 الذى يحظر حضور المدعى بالحق المدنى امام محاكم امن الدولة العليا طوارىء انه ظرف استثنائى ولا يجوز القياس عليه فالاطراف فى القضايا الجنائية اربع اطراف هم المتهم والمجنى عليه والنيابة والمدعى بالحق المدنى وجميعهم لهم حقوق وانما المميز هو المجنى عليه لذلك لابد من منحنا حق التحدث عن الضحايا هناك اسر اصيب ابنائها واسر اخرى راح شباب منها ضحايا المذبحة الكريهة بعد الصلاة . نحناصحاب دم واصحاب حق لذلك نتمسك بالحق فى الحديث عن المجنى عليهم ولن يؤخر ذلك على الفصل فى الدعوى .
واسترسل سامح قائلا :خلت الجريمة من كل البواعث الدينية و المنطقية فالجناة ليس لهم اية روابط دينية وليس من المعروف عنهم الورع بالعكس هم مسجلون خطر فى اتهامات مشينة كما انهم لا تربطهم صلة دم ولا نسب عائلى ولا اى بالعائلة التى اغتصبت ابنتها فى فرشوط حتى يقومون بتلك العملية الارهابية انتقاما من المسيحيين ولا حتى البعد الزمنى بين حادث فرشوط " اعتصاب شاب مسيحى لفتاة مسلمة " وبين حادث نجع حمادى فبنهما اشهر عديدة لذلك نحن نطالب بتوقيعاقصى العقوبة على المتهمين لان هذا حق المجتمع باسره وحق الامان المجتمعى .
الجدير بالذكر ان مرافعة عاشور جاءت على مرحلتين قبل وبعد مرافعة النيابة العامة التى اكدت فى مرافعتها ان الجريمة فى فرشوط جريمة اخلاقية ليس لها علاقة بجموع المسيحيين والجريمة فى نجع حمادى فردية ليس لها علاقة بجموع المسلمين ويجب القصاص من الجانى ومن لم يرحم لابد الا توقع عليه الرحمة لنحافظ على المجتمع من شبح الفتنة الطائفية التى تطل برائحتها العفنة على مجتمعنا .
تعليقات