هايدى عروس الزقازيق الحزينة

كتب هالة المصري

هايدي ابنة الواحد وعشرون ربيعا، عقد زفافها أمس الموافق الحادي و العشرين من يناير 2007. زوجها هو ابن شقيقة شهيد الزقازيق الذي شيعناه جميعا إلي السماء منذ ثمانية أشهر بعد أن هجم عليه متطرف في محل عمله بورشة أحذية وقضي في الحال علي أثر عدة طعنات أغرقته في دمه.

سيناريو مماثل حدث في عيد الغطاس و يلقي سامي عطية والد هايدى مصرعه علي يد إرهابي أخر وهو تامر سامي و بمساعدة شقيقه عمرو سامي.

بدأت الأحداث عندما كان يحتفل والد هايدي السيد سامي عطية بقرب عقد قران أبنته و تعالت زغاريد الأسرة البسيطة احتفالا بابنتهم وبإكمال فراش منزلها. في هذه الأثناء يهجم الإرهابي علي تامر علي أسرة هايدي صارخا "أزاي تنصبوا فرح و أخويا لسة ميت" و كان لهذا الإرهابي أخا انتحر بعد أن طاردته الشرطة لعدة جرائم كان قد إرتكبها في الماضي. تناسي الإرهابي كذلك أنه هو وأسرته قد ذهبوا لعدة أفراح سواء في المنطقة ذاتها أو في مناطق مجاورة رغم وفاة أبنهم انتحارا منذ وقت قصير.. وكأن واجب الناس ذكر مجرم انتحر أثناء نسيان أسرته بشكل كامل له.

المحزن في الواقعة هو أن حالة الاحتقان كانت منتشرة بين أهل هذا الإرهابي حيث قامت أسرته بسب العروس وأهلها وقام شقيقه عمرو وهو أخرس بتكتيف السيد سامي ليعطي الفرصة لأخيه بطعنه عدة مرات يلقي خلالها حتفه.

لم ينتهي الأمر عند هذا الحد المأسوي بل هجموا آخرون من معارف هذا الإرهابي علي منزل السيد سامي وأخيه سمير. كان هذا علي مرأي ومسمع عطية سامي وهو طفل ذو تسعة أعوام مكتوف الأيدي وهو يري مصرع والده. حاول البعض التهجم علي النساء في المنزل لولا تدخل البعض وغلقهم لباب العقار نفسه بجنزير.

وصل الخبر لمديرية الأمن و لوجود صلة قرابة بين سامي يوسف و قتيل الزقازيق و علي أسر ذلك إنتشرت قوات الأمن بشكل مبالغ فيه و تم تشييع الجنازة مع أقرب الأقرباء في ظل حراسة أمنية مشددة و الملاحظ أن قوات الأمن منعت أجهزة التصوير و الموبايلات ذات الكاميرات من إلتقاط صور للمشيعين. قامت أجهزة الأمن كذلك بتفتيش حتى هيكل الكنيسة.

من حظ أسرة سامي العثر أن الكنيسة التابعين لها (كنيسة الأنبا أنطونيوس) كان بها صلاة أكليا و حاولت أجهزة الأمن الضغط علي الآباء الكهنة لإنهاء الصلاة إلي أن أهل سامي أبوا ذلك رغم علمهم بالكردونات الأمنية حول الزقازيق و ضواحيها.

وظلت جميع الصحف ملتزمة ببيان الداخلية الذي جاء فيه أنه حادث فردي هش كالعادة كما وصفوا.. إلى أن استطاع صوت المهاجر اختراق الحواجز الامنية ورغم مقابلتى لسمير شقيق سامي أول يوم لذهابي إليهم في احد البيوت الريفية إلا أنى اصريت أن ادخل إلى منزل سامي حتى اسمع الزوجة والأولاد وحدث ذلك فعلا ثاني يوم مما أثار انزعاج لدى الجهات الأمنية التي تعاملت بذوق ولكن أيضا غلب عليها المفاجاءة.

الزوجة

أمال طانيوس

زوجي رجل مكافح لم أره منذ أربع أشهر فقد اخذ مايكل و ذهبا سويا للعمل في شرم الشيخ حتى في الإجازات ولم يستطيعوا قضاء العيد حتى يتمكن من سترة هايدى وسداد التزام الزواج - سامى تركنى ارملة وهو في الخامسة والأربعين ويكبرني بثلاث أعوام فقط وتركني أيضا مديونة واطلب من الكنيسة مساعدتي وأيضا الدولة فانا مصرية أولا وأخيرا.

هايدى

العروس المكلومة

لن أؤجل زفافي وارفض إطلاق كلمة "فرح" وسأتم كل ذلك وأنا ارتدى السواد وسأقيم عند والدتي فترة الحداد وأطالب بتهجير الأسرة المسلمة كما يفعلون معنا وأيضا بالإعدام لقاتل أبى فأبى كان رجلا مجتهدا أما من قتله فهو سوابق والحكومة تركته ولا أعرف لماذا أخلوا سبيله.

مايكل

خمسة عشر عاما الصف الثاني ثانوى.

استدعتني النيابة ووجهت لي تهمة محاولة الدفاع عن أبى وأخلو سبيلي من سراي النيابة على زمة قضية و ذلك بعدما سألني وكيل النيابة هل لديكم نية الثار فقلت نحن لا نأخذ ثارا من احد وأيضا قال لي أن المتهم المقبوض علية عمرو -أطرش وشبة اخرس - المح إلى أنى أنا من طعنت والدي فقلت للنيابة من طعن أبى هو تامر وذلك بشهادة الشهود.

عطية

تسع سنوات الصف الرابع الابتدائي.

رأيت تامر يذبح أبى وكنت أصيح من أعلى ولا اعرف مازا ينتظرنا من جيراننا فهم يردون قتلنا ويبصقون حينما نمر أمامهم.

سمير عطية

شقيق القتيل

اشكر مدير الأمن ونائبة ورئيس البحث الجنائي وامن الدولة ورجال المرور وكل من نظم وشيع جثمان آخى.

زوجة سمير

قاعدين بيحرسونا ليه؟!.. الأولى يروحوا يمسكوا القاتل ويشوفو مين وراه؟!..



المفاجأة

"تامر" مجرم واحد أقوي من مديرية أمن الزقازيق يربط بين حادثتين مختلفين.

استدعاء من ميت غمر لمعالجة مشكلة جديدة قرية ميت الفرماوى. أربع عائلات من الأقباط مهجرين بسبب إشاعة سخيفة موفدها أن شاب يبلغ ثماني عشر عاما علي علاقة بلعوب تدعى رشا تبلغ اثنين وثلاثين عاما.المهجرون هم:

- لويزا حبشى جرجس خمسة وسبعين عاما

- سامية أمين سليمان خمسة وأربعين وأولادهم نادرة وملاك ومادونا

- عبد السيد عطا الله السيد خمسة وثلاثون عام وزوجته حنان وأبنائهم كيرلس وكيرستين

- سمير عطا الله عبد السيد و زوجته مارى كمال صادق وابنهم ماركو.

السيدة رشا اللعوب تم إمساكها سابقا ومصنفة آداب ولكن هذه المرة اخذ تاحر اسماك يدعى اسمه السيد عبد الرزاق وزراعة اليمين تامر المجرم الهارب في قضية مقتل سامي عطية و وللحق المفاجأة الجمتنى حيث انني أخذت أسأل هل العملية فردية أم بلطجة منظمة وهل استهداف الأقباط متعمد منهم لغرض ما أم أن هناك من يستأجرهم.

الأسر تركت عزبة الحريري بالزقارزيق واستقرت لدى أقاربهم في الفرماوى يخشون العودة من مجرد إشاعة يحميها البلطجة المنظمة.

الرابط بين تكرار اسم المجرم الهارب تامر في الحادثتين لا يمكن أن يكون مصادفة ولكنها الجريمة المنظمة التي يغمض الأمن عينة عنها تحت بند حوادث فردية

اليوم الحادي والعشرين من يناير زفاف هايدى الحزين

كتبت هالة المصري

الزقازيق - عزبة الحريري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة