الكاتب المصري عادل عطية
نشـيد الغضـب !
في جمعتنا الحزينة التي كألف سنة
لا نزال نقرع صدورنا ، ونلطم ، وننوح ، ونبكي على مسيحنا ،
في موكب أعدائه
الذين يلهبوننا :
باتهامات وتكفيرات يوسف البدرى !
وتشكيكات وطعنات محمد عمارة !
واساءات وسخريات زغلول النجار !
ولكن السائر على درب آلامنا ، الحامل صليبه وصليبنا ،
يلتفت إلينا ، ويقول في اسى عميق :
يا أقباط وطنكم المسلوب !
أيها الصالبون والمصلوبون في زمن القيامة التي لم تختبروها بعد !
لا تبكوا علىّ بل أبكوا على أنفسكم وعلى خطاياكم
وعلى مصيركم ومصير أولادكم
إن لم تتوبوا إلىّ وإلى بعضكم البعض
وتكفوا عن نهش بعضكم بعضاً
وأفناء واحدكم الآخر في قبور :
الخصومات والمحاسدات ،
والسخطات والتحزّبات ،
والمذمات والنميمات ،
والتكبّرات والتشويشات
فيأتي الغريب ويفني هذا الآخر ،
وتموتون جميعاً
يا من أذللتم المحبة في وسطكم !
الحق الحق أقول لكم : عبثاً تتبركون بالمسيحية
ألا يخجلكم أن الذين يؤمنون بالباطل ،
ويدعمونه ،
ويدعون إليه
أوفر نشاطاً منكم ، وأكثر جرأة ، وشجاعة ، وجسارة حتى الموت 0
بينما أنتم الذين تدّعون ايمانكم بالحق :
تزدادون كسلاً ، وضعفاً ، وجبناً ، حتى أنكم لا تجرأون على التكريز به
بل وارتدتم عني
لآنكم غير مستعدين أن تخسروا من اجلي كل شئ
حتى الاهل والاصدقاء والجيران
حتى الحياة !
وماذا فعلتم يا اصحاب الركب المخلعة ،
بالذين جاءوا إلى النور ،
سوى أنكم أغلقتم ابوابكم في وجوههم ؛ ليعيشوا كاليتامى مشردين بينكم ! ،
وبخيانتكم : شاركتم ، وايدتم ، ودعمتم مضطهديهم !
وماذا فعلتم بفقراء شعبي ..
ألم تأخذوا من فلسيّ الارملة ؛ لتعطوا خبزكم للذين لا يستحقونه على موائد الافطار ؟!
وماذا فعلتم بأحلام أولادي
ألم تقضوا على اشتياقاتهم لرؤية أرض الموعد ،
التى تباركت بمداعس اقدامي
لا لشئ إلا لرغبتكم الاسخريوطية في مهادنة الوحش ، وللذين يحملون سمته ؟!
وماذا فعلتم بالكادحين من رعيّتي
ألم تأتوا بهم إلى مجمعكم الذى قدستموه بأفواهكم ؛ لا بقلوبكم
ليحاكمهم كبيركم ،
ويطعن في مصدر رزقهم ،
ثم يسلمهم إلى السلطة الغاشمة ؛
لتصلبهم على صليب الفقر، والعوز، والاحتياج المر ؟!
أيها البؤساء الذين تمردتم على روحي الذي ارسلته لكم عبر كثيرين !
فلم تصغوا لنبوءة صموئيل المعترف ،
والتي حذرتكم فيها : عن الاشرار الذين سيتسلطون عليكم ، ويذلونكم
ولم تمدوا يدكم إلى رسل الحرية ،
فقد أرسلت لكم كرياكوس ،
ملك النوبة ،
ليخلصكم من مروان آخر خلفاء الدولة الأموية ،
الذي سامكم الويل والعذاب
ولكن خائيل ، بطريرككم ، يتوسط للصلح بين عدوكم وبين من ارسلته ليحرركم !
كما ارسلت لكم دعوة للانطلاق من الاسر على يد قيصر روسيا ،
ولكنكم صرفتم سفيره بعدما قمتم بلي آياتي الكتابية ،
لتغطي على خنوعكم !
ولا زلت ارسل لكم كل من حركت قلبه ؛
ليتعرف على احوالكم ،
ويساندونكم ويؤازركم
ولكنكم ـ في كل مرة ـ تعيدونهم من حيث اتوا ،
زاعمين ـ بكل وقاحة ـ : أنكم في أحسن حال في ظل حكم الفرعون !
وهكذا ترفضون كل الفرص المواتية للتحرر من العبودية !
ولم أيأس منكم
فقلت : لعلهم يتعلمون مني
وقد علمتكم إنني أنّبت من لطمني !
وقلت : لعلهم يفتشون الكتب
وفي كتبي :
رفض رسولي بولس ، أن يجلد باطلاً
ولم يتوانى في أن يرفع شكواه إلى القيصر !
عارفاً ، أن :
الخد الآخر ليس اتجاهاً مع رياح الضعف ،
بل استجابة لنداء القوة : قوة الروح والجسد !
وقلت لعلهم ينتبهون إلى علامات مجيئي الثاني ،
التي ذكرتها للاجيال ،
وأن يتعلموا من شجرة التين 00
وهاهي الشجرة تبوح باسرارها :
فقد صار غصنها رخصاً ، واخرجت اوراقها امام عيونكم
ولكنكم كعميان لم تروا الامة التي عادت إلى ارضها
والامم التي نالت استقلالها
وكفاقدي الحس :
لم تهتموا لضغوطي الشديدة عليكم ،
ولم تنتفضوا بعد !
فمتى تفيقين ايتها الأمة الغافلة المعتوهة ،
وتستدركين ،
وتحنّين إلى ماضيك المجيد !
متى تحفظين نشيد موسى
وترددينه
وتعودين إلى صوابك ورشدك
وتستغفرين ربك ،
توبي وأدي الكفارات عن ذنوبك وارتكاباتك الرديئة
فأرفع عنك نيرك
وأرسل من يخلصك
أنظري
إن مفاتيح الحرية على صدرك !
* كاتب من مصر
adelattiaeg@yahoo.com
تعليقات