القاهرة ووارسو تكشفان تفاصيل "النصب" على سفارة مصر في بولندا
(CNN)-- كشفت كل من القاهرة ووارسو مؤخراً عن تفاصيل جريمة "النصب"، التي تعرضت لها السفارة المصرية في بولندا، والتي تسببت في خسارة مصر حوالي مليون و420 ألف يورو، أي ما يعادل أكثر من مليوني دولار، نظير شراء قطعة أرض لإقامة مبنى جديد للسفارة عليها.
جاء الكشف عن تفاصيل هذه الجريمة، بعد أنباء ترددت حول اعتقال السفير المصري في بولندا، أثناء تواجده في القاهرة، على خلفية مزاعم أفادت بتورطه في الجريمة بعد تلقيه رشوة من اثنين من المحامين البولنديين، وهي الأنباء التي نفت الخارجية المصرية صحتها تماماً السبت.
وجاء في بيان صدر عن الخارجية المصرية، نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الوزارة تنفي صحة خبر إلقاء القبض علي السفير المصري لدي بولندا في القاهرة، والذي أذاعته وكالة أنباء بولندية، وتناقلته بعض وسائل الإعلام، ووصفته بأنه "عار من الصحة."
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن السفير المصري المعتمد لدي بولندا، دون أن تسميه، "موجود حالياً في وارسو، ويتابع عملة بشكل عادي، وأنه قام باستدعاء وسائل الإعلام البولندية، للتأكيد علي عدم صحة الخبر المشار إليه، وأن الوكالة التي نشرته اعتذرت للسفير عن ذلك."
وأوضح أن "الحقيقة تتمثل في أنه تم القبض منذ عدة أيام علي اثنين من المحامين البولنديين، قاما بعملية نصب في واقعة شراء قطعة ارض جديدة لصالح السفارة المصرية في وارسو، وذلك بعد جهود مكثفة قامت بها السلطات البولندية بالتنسيق مع السفير المصري هناك."
روابط ذات علاقة

كما ناشد المتحدث الرسمي، في ختام البيان، وسائل الإعلام المصرية "توخي الدقة في نشر مثل هذه الأخبار، واللجوء إلي المصادر الرسمية بالوزارة، للاستعلام عن حقيقة أي خبر"، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل حول واقعة النصب على السفارة المصرية في وارسو.
يُذكر أن السفير المصري المعتمد لدى بولندا، فهمي أحمد فايد سلامة، تسلم مهام عمله بالعاصمة وارسو في أواخر عام 2007، وتعود وقائع هذه القضية إلى فترة سابقة عن هذا التاريخ.
وكانت الإذاعة البولندية "بولسكي راديو" قد ذكرت، في تقرير لها الخميس، أن السفير المصري لدى بولندا، دون أن تذكر اسمه أيضاً، اعتقل في القاهرة، مشيرة إلى أن السلطات المصرية تقوم باستجوابه، على خلفية اتهامه بـ"الفساد"، على خلفية تورطه بقضية بيع أرض بالعاصمة البولندية.
وقالت الإذاعة، في موقعها على الانترنت، إن الرجل يواجه اتهامات بتلقي مليون زلوتي (عملة بولندا)، أي ما يعادل حوالي 320 ألف دولار، ضمن صفقة تتعلق بشراء أرض لصالح السفارة المصرية في وارسو، مشيرة إلى أنه تم أيضاً اعتقال اثنين من المحامين لتورطهما في القضية.
وقالت شرطة العاصمة البولندية إن السفارة المصرية قامت بالتعاقد مع أحد المحامين المقيمين في وارسو، للتوسط في صفقة شراء قطعة أرض لبناء مقر جديد للسفارة عليها.
وذكر المتحدث باسم الشرطة، دوروتا تيتز، أن "المهمة نفذها مكتب جاك إمز، الذي يعمل مع محام آخر يدعى توماسز سي، حيث قدما قطعة الأرض عن طريق وسيط ثالث، قام ببيعها فيما بعد إلى السفارة المصرية بسعر مبالغ فيه."

وأضاف تيتز أن السفارة المصرية خسرت مليون و420 ألف يورو (حوالي مليوني دولار)، مشيراً إلى أنه بعد إتمام الصفقة، قام جاك إمز بدفع مبلغ مليون زلوتي (320 ألف دولار) إلى السفير المصري لدى وارسو.
وأشارت الإذاعة البولندية، في ختام تقريرها، إلى أن كلا المحامين تم اعتقالهما لمدة ثلاثة شهور، وفي حالة إدانتهما فإنهما سيواجهان عقوبة السجن لفترة تتجاوز عشر سنوات، بالإضافة إلى غرامة مالية كبيرة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة