بكاء متنصر

... نعم, بكاء متنصر من الم الاخوة. ها انا اكتب هذه الكلمات شهادة على الاضهاد ليس من المسلمين هذه المرة ولكن من جسد المسيح. كان لى حديث هاتفى مع احد الاخوة المسؤولين عن مؤتمر للمتنصرين تم دعوتى اليه وابلغته رفضى الحضور اذا لم يتم مساعدة الاخوة التى حالتهم حرجة. وانا اتحدث عن حالات حرجة أى معرضة للقتل, مثل اخت تم تهديدها بالقتل لترجع عن ايمانها بالمسيح, واخ هارب ويحاولون اهله الوصول اليه وقتله هو وزوجته وطفلته, واخ أخر يبحث عن من يتبنى اطفاله الاربعة ويربيهم للمسيح وهو مستعد ان يموت من اجل المسيح, واخ تم اطلاق النار على بيته ومحاولة خنقه, واخ تم احراق بيته بالفعل... وحالات اخرى كثيرة. واقل طلباتنا ان يتم مساعدة شخص واحد على الاقل بدل ان يتم عقد مؤتمر لجمع المتنصرين وتصويرهم لهدف الدعاية الاعلانية وجمع التبرعات من كنائس الغرب. وان كنا نتحدث عن هذا الموضوع بالسر فى اجتماعات المتنصرين الخاصة, فنحن نخرجه للعلن بعد ان سمعنا جواب المسؤولين عن المؤتمر باننا ان لم تحضر المؤتمر فلن تحصل أى عائلة على مساعدة. وانا اقصد بالمساعدة هى ادخال اربع اطفال الى المدرسة. وللعلم ان الاخ رشيد عرض مساعدة مادية لوالد الاطفال ولكنه رفضها. ولكن لما رأى ان مصلحة اطفاله فى خطر نتيجة دراستهم فى المدارس الاسلامية وهو لا يستطيع تحمل قسط المدرسة المسيحية الخاصة, قرر قبول اى مساعدة فى سبيل ان يتعرف اطفاله على المسيح. وقد طلب من القيمين على المدرسة ان ينظفها مقابل تدريس اولاده, ولكنهم رفضوا. ولم نعد على اتصال مع الاخ رشيد لنشرح له الوضع. وكانت علاقتنا مع الاخوة الذين يرتبطون بقناة الحياة والمؤسسات التبشيرية فى اوروبا مشجعة فى بدايتها, الى ان بدأنا نسمع اجوبتهم على رسائلنا: اخت مهددة بالقتل –نحن ندرس وضعها –اخ مشرد هو وعائلته ومهدد بالقتل هو وزوجته وطفله (نحن ندرس وضعه )........الخ. واخر الجراح لن نساعد الاطفال فى دخول المدرسة اذا لم تحضروا المؤتمر. وهنا احب ان اشير ان طلباتنا المادية كانت تقتصر على طلبين اثنين: 1- ادخال الاطفال المدرسة. 2- مساعدة اخ فى استئجار بيت لمدة اشهر بعد ان وافقت الامم المتحدة عليه كلاجئ الى ان يتم تسفيره الى دولة ثانية. وهنا احب ان اسأل الاخوة اذا كانت الامم المتحدة اعترفت ان حياته مهدد بالخطر من اجل المسيح (فماذا تدرسون؟!! )اما بقيت طلباتنا فكانت معظمها تعتمد على المساعدة القانونية فى سبيل حصول الاخوة المتنصرين على اللجوء لحماية حياتهم المهددة بالخطر بعد ان تركوا كل شئ ورائهم من اجل المسيح .صدقونى ايها الاخوة, انى اكتب هذه الكلمات وعيونى مليئة بالدموع وهى تنسكب على جهاز الكمبيوتر. وانا مستعد ان اذهب ليس الى مؤتمر واحد, بل الى مئة مؤتمر, بل ان اموت فى سبيل مساعدة طفل واحد ان يتربى للمسيح. ولكن ان كانت المؤتمرات لجمع المال على حساب المتنصرين, فنحن نرفضها ونرفض ان نشارك فى مسلسل سينمائى يعرض فى كنائس اوروبا وامريكا لجمع التبرعات لسد فواتير تذاكر الطيران والفنادق ورواتب الموظفين فى المؤسسات التبشيرية. ومع انى لا اشمل كل القيمين على التبشير, فهناك اناس على وزن الرسول بولس واقصد هنا الاخ رشيد الانسان المتواضع الذى كان لى حديث معه عدة مرات وهو يسمع لى بكل هدوء ويتناقش معى ويحاول ان يجد الحلول. ولكن الاخ رشيد هو ليس روح القدس لكى يكون فى كل مكان ويقرأ كل رسالة يرسلها المتنصرون ويحل كل مشكلة مادية تواجه عابر. ان الخدمة بحاجة الى ناس امناء يفكرون بفقراء اورشليم قبل ان يفكروا فى انفسهم, وركب مشدودة للصلاة قبل عقد مؤتمرات لجمع الثمار. فالرب هو الذى يزرع وهوالذى يرسل للحصاد. ونحن اتينا الى المسيح لانه هوالذى احبنا واختارنا قبل تأسيس العالم لنكون شعبه ولكى يظهر مجده هو. له كل المجد, امين.
الاخ بولس :متنصرون بلا حدود

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صاحب القداسة - هالة المصرى