مذبحة دير أبو فانا الكبرى
القمص صرابامون الشايب، أمين دير القديسين ، الأقصردموع الأقباط في مصر والمسكونة كلها تنهمر من عيونهم وقلوبهم وأرواحهم كقطرات دم صارخة إلى الله تطلب النقمة والانتقام, وكيف لا نصرخ ونحزن ونتألم ونكتئب ويد الإرهاب الأسود المتأسلم تحت رعاية أمنية مخجلة طالت واغتالت في فظاعة وشراسة غير مسبوقة دير ورهبان القديس العظيم أبو فانا, وهم جزء عزيز ومقدس ومبارك من الكيان المعنوي الحي للكنيسة وللأقباط.
كيف لا يعتصرنا الألم والحزن وكل هذه الجرائم المحبطة المؤلمة تحدث وكأننا نعيش في ثقافة مجتمع البداوة والجهالة, الذي لم تشرق علية شمس الاستنارة والتنوير, فلا يعرف شيئاً عن قيم المواطنة واحترام وقبول الأخر وإعلاء قيمة حرية العقيدة .
المعاناة القبطية رهيبة ومريعة ما بين ضياع هيبة الدولة المدنية وفظاعة إجرام التعصب والتطرف والإرهاب الأسود المتأسلم الموجه ضدهم وأيضاً التكاسل والتراخي الأمني غير المسبوق في تاريخ مصر المعاصرة.فسوس التعصب والتطرف ينخر في عظام المؤسسة الأمنية حتى أصبح جزء من رجالها أقرب إلى المرتزقة منهم إلى رجل الأمن المحترم.وإليكم يا سادة يا كرام في مصر المحروسة أم الدنيا بعض الأحداث الإخبارية القصيرة لما حدث في دير القديس العظيم أبو فانا بقصر هور بمدينة ملوي:• ستون رجلاً مسلحون بالأسلحة الآلية يهجمون على الدير لمدة أربعة ساعات يوم السبت الموافق 31/5/2008م الساعة السادسة مساءً واختطاف الآباء الرهبان الموقرين أبونا اندراوس أبونا مكسيموس أبونا يوأنس لمدة اثنتي عشر ساعة تعرضوا فيها لأقصى درجات الضرب والسحق والسحل والبصق والجلد.• الشرطة المتأسلمة تتفاوض لمدة اثنتي عشر ساعة كاملة ليفرج عن الآباء الرهبان.• تعرض الآباء الرهبان لمعاملة سيئة داخل المستشفي الجامعي في المنيا .• اختفاء إبراهيم تقي رياض شقيق أبونا مينا الراهب بالدير.• جرح وإصابة عدد كبير من تلاميذ الرهبنة وعمال الدير.• القبض على رفعت فوزي ومحاولة اتهامه بقضية القتل.• تدمير كنيسة وهدم ثلاثة مباني أخرى وقلع الأشجار وإحراق جرار زراعي وهدم مزرعة عيش الغراب وتخريب مناحل العسل , وردم مزرعة الأسماك وإتلاف محطة المياه.الخلاصةأولاً:السيد المحترم الفاضل جزيل الاحترام محافظ المنيا اللواء أحمد ضياء الدين رجل يفتقر لثقافة الاستنارة ولقيم الحب والتآخي يتحدث بمنطق من يعيش في إحدى البلاد المشتعلة بالصراعات الطائفية المسلحة فهو لم تنظر إلى هذه الأحداث الطائفية على حقيقتها حيث أنها هجوم لمجموعة من محترفي الإجرام والإرهاب تثقفوا بثقافة الحقد والكره للأخر على دير رهباني مسالم لا يعرف العنف أو الكره أُكرر أنه لم ينظر للموقف على هذا النحو بل نظر إليه على انه صراع يبن ميلشيات إرهابية عسكرية ونسي سيادته أنه محافظ للمنيا وفي لحظة من الرعونة وعدم الموضوعية وغياب العقل أعتقد أنه محافظ لكابول في أفغانستان , أو أن هناك حرب تجري بين جيوش نظامية فيقول سيادته بغير استحياء أو خجل :(إطلاق نار متبادل بين الطرفين)واضعا بذلك مجموعة من الإرهابيين وقطاع الطرق في منزلة واحدة مع رجالات الله القديسين بدير أبو فانا العظيم وعلى ما يبدو أن سيادته تربى تربية طائفية متعصبة لم يتعامل مع الأقباط مطلقاً ليعرف ما في قلوبهم من طيبة قلب ونقاء سريرة ووجدان يعرفها الجميع .فلم يحدث منذ الزحف البدوي على مصر في القديم أن تطاول الأقباط على أي من المقدسات الإسلامية فقد عاشوا ينتهكون ما لنا ونحترم ونقدر ما لهم ولم يقف ظلم وطغيان وغرور هذا المحافظ عند هذا الحد بل راح يسطح ويبسط ويصقع كل الأمور حتى يستمر على كرسيه الوثير فيقول المشكلة لا علاقة لها بأي نزاعات طائفية وإنما نزاع المصالح الخاصة سابقاً ومعطلاً بذلك دور القضاء والمؤسسات العدلية وللأسف أن سيادته مازال يعتقد ولم ينسى أنه مساعد وزير الداخلية للشؤون القانونية ( وهو منصبه السابق ) حيث كان عمله في ذلك الوقت الدفاع المستميت عن أخطاء الوزارة وخاصة عمليات التعذيب وسائر انتهاكات رجال الشرطة . ومن كرامات وفضائل هذا المحافظ عندما كان مساعداً لوزير الداخلية للشؤون القانونية امتناعه عن تنفيذ الأحكام الخاصة بالعائدين للمسيحية .حقاً يا سيادة المحافظ المحترم أنت تفتقر لفن إدارة الأزمات فليس من حقك أن تصدر أحكاماً قَبلِيَّة في بلد فيها مؤسسات قضائية لكن سيادتك ضحية لفكر القبيلة والقبَليّة .ثانياً: سيادة اللواء محمد نور مدير أمن المنيا لا يتعلم من تجاربه السابقة فلم يتعلم من كارثة أحداث العديسات بالأقصر ,كيف يكون التأني والاتزان في الكلام , فيوم أن تقابلنا في العديسات صباح الأربعاء 18/1/2006م كان سيادته مكفهر الوجه يتطاير الشرر والحقد الغيظ من عينيه رغم تصرفي معه بكل كياسة وأدب , تقديراً لرتبته الأمنية الرفيعة رحبت به فتجاهل الترحيب والتقدير وقال في غلظة وتعالٍ :"( أفتح المضيفة), حيث أنه يطلق على الكنيسة مضيفة"ففتحت له الكنيسة وقلت له تفضل بالدخول وعندما وضع قدمه داخل كنيسة السيدة العذراء بالعديسات تحول سيادته إلى وحش مفترس وبدأت خطواته تتثاقل , ثم صرخ في جبروت وقوة قائلاً الأمن ليس لحراستكم أو حراسة كنائسكم بل لمنعكم من الصلاة وكرر هذه الكلمة ستة مرات’ وعندما اشتعلت القرية بالنيران حضر إليها وشاهد ما يحدث بها نتيجة لما قاله في الصباح وكان يقف في الشارع المؤدي للكنيسة شامتاً متهللاً وهو يرى النيران مشتعلة متلألئة , وعلى ذلك لابد أن نلاحظ أن سيادة اللواء محمد نور مدير أمن المنيا هو إحدى الأسباب التي جعلت محافظ المنيا يتصرف بغير حيدة واتزان نتيجة للمعلومات الخاطئة التي لقنها له بخصوص أحداث دير أبو فانا , حيث قال لسيادة المحافظ أن هناك تبادل لإطلاق النار وغير ذلك من المعلومات الخاطئة التي مازال المحافظ يتغنى بها( وإن كان كذب مدير الأمن وتصديق المحافظ له لا يعفي الأخير من المسئولية فأين عقله وحنكته وخبرته) وقد ارتكب السيد اللواء محمد نور هذه الجريمة المعلوماتية قبلاً في قرية العديسات فقد كان السيد الدكتور رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر غير متواجد أثناء أحداث العديسات واتصل بالسيد محمد نور ليستطلع الأمر فقال له السيد محمد نور الخلاف بسيط وقد قمنا بتوزيع الشيكولاتة والبنبون رغم اشتعال القرية بالنيران ولثقة السيد رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر فيه حينئذ كرر نفس هذا الكلام في برنامج البيت بيتك, وعندما عاد رئيس المجلس من مكان تواجده أكتشف الحقيقة وعرف كذب المدير وانتهره بشدة ولقوة شخصية رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر واستقامته نُقل السيد محمد نور لمدينة المنيا لأسباب يعلمها الجميع وأيضا لكي يريح ويستريح .السيد اللواء محمد نور ومذبحة دير أبو فاناقال السيد محمد نور في جريدة المصري اليوم الأزمة واضحة والمتهمون معروفون وقد تم القبض عليهم وأحيلوا إلى النيابة ,, وأريد هنا أن أتساءل إذا كانت الأزمة واضحة والمتهمون معروفون• لماذا لم تتحرك قبلاً لمنع هذه الكارثة؟• لماذا لم تكثف الحراسة الأمنية على الدير وأنت تعرف أنه مستهدف؟• ألم تعرف أيضاً أن قرية العربان مدججة بالسلاح ضد آباء رهبان مسالمين تفرغوا للعبادة والصلاة؟• ألم تفكر في سمعة مصر ونظرة العالم إليها؟• ألا تعرف أن ما حدث في أيامك لم يحدث في التاريخ المعاصر على الإطلاق؟لكن يا سيادة المدير قد وضعت ميولك التعصبية فوق مصلحة مصر نسيت انك مصري انضممت إلى المتأسلمين المتعصبين كارهي الأقباط المسالمين والمسلمين المعتدلين ,, وأخيراً قلت سيادتك أن التحريات أسفرت على أن الرهبان قاموا بتحريض الأهالي المسيحيين على التصادم مع المسلمين ,, وإذا كان هذا التحريض قد حدث فعلاً كما تقول ووقف المسيحيون بجوار الدير والرهبان فلماذا كل هذه الخسائر التي أصابت الأرواح والتلفيات التي حدثت في الممتلكات ,, ولكن من قال قبلاً أن الأمن ليس لحراستكم وحراسة كنائسكم بل لمنعكم من الصلاة ,, ليس كثيراً عليه أن يكرر جميع الكلمات الموجودة في قاموس الكذب والهراء ,, وطالما أن سيادتكم متفوقاً هكذا في جمع التحريات من المؤكد أنك كنت تعرف أن العربان سيهاجمون الرهبان.ثالثاً:وكأن سندان ضياء الدين ومطرقة نور الدين لا تكفي لتأديب الأقباط وإذلال رموزهم الدينية المقدسة ,, فيخرج علينا شهاب الدين وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية ليكرر نفس خرافات وخزعبلات ضياء الدين ونور الدين ,, فهذه كارثة فكرية وأخلاقية وسقطة قانونية لا تغتفر ,, فكيف يا سيادة الوزير المحترم مفيد شهاب وأنت رجل القانون تصدر أحكاماً مسبقة يمكن أن تؤثر على حيدة رجال القضاء لكن نلتمس لسيادتك العذر فلابد أن تغازل أصحاب المقاعد إياها الموجودة في مجلس الشعب ,, ويؤسفني أن حالك وأنت في الشؤون القانونية والمجالس النيابية ليس أفضل من حالك عندما كنت في الوزارة المتصلة بالعملية التعليمية والتربوية :رابعا:إلى سيادة الرئيس / محمد حسني مباركتحية احترام وتقدير .... راجين لسيادتكم دوام الصحة والعافية وثبات ودوام الحال والأحوال وأسمح لي سيادتكم أن أتقدم بسؤال في إجلال ومحبة :هل سمعت سيادتكم ما حدث للرهبان والنساك والقديسين في دير أبو فانا ؟وهل تعلم سيادتكم أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ مصر المعاصرة التي يحدث فيها ما حدث في دير أبو فانا ؟وهل تعرف أيضاً أن الله لن ولم ينسى دماء الأقباط الطاهرة الذكية التي سقطت ضحية للإرهاب الأسود وهي تصرخ طالبة أن لا يساق بقية الأقباط للذبح كالأغنام.خامساً:قداسة البابا شنودة الثالث ,,مظلة الأمن والآمان ,,أنشودة الحب والفخار لكل المصريين أو كما قال الدكتور مصطفى الفقي :"قداسة البابا حمى مصر من كثير من الأزمات الطائفية"ونحن نعرف أن مصر أقباطها ومسلميها يسكنون في قلبك الكبير وقداستكم تذكر يوم أن حدثت حادثة مطار هثرو ببريطانيا .... ذرف المسئولون في الدولة المصرية دموع التماسيح على كرامة قداستكم وكرامة الأقباط وكيف يحدث هذا مع قداستكم رغم أن قداستكم قد أكدت في مناسبات كثيرة أنه لا يوجد شيء يقلقك أو يفقدك سلامك,,, أسمح لي قداستكم أن أتساءل:أين كل هؤلاء الذين ذرفوا الدموع!!! ,, لماذا لم يتكلموا ويستنكروا ما حدث في مذبحة دير القديس أبو فانا .سادساً:نيافة الحبر الجليل الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي ورئيس دير أبو فاناالكنيسة القبطية الأرثوذكسية كلها ستذكر مواقفكم المشرفة في حماية وتعمير دير القديس أبو فانا وغيرتكم المقدسة على سلامة آبائنا الرهبان وتراثهم الروحي المقدس ننحني احتراما وتقديراً لنيافتكم لرفضكم الإذعان والخضوع لجرائم المجالس العرفية التي تعتبر وصمة عار على جبين الدولة المدنية,, وقلوب الأقباط في مصرنا وفي المسكونة كلها تدعوا لنيافتكم بالقوة والصحة والنصرة والعافية وتحية تقدير وإجلال لآبائنا الرهبان أبطال الإيمان الذين تحملوا كل صنوف الظلم والقهر والاضطهاد,, وتحية حب ومحبة للأب الموقر القمص بولا أنور لشجاعته وإعلانه كلمة الحق بلا خوف أو تردد.ختاماًالأقباط في مصر وكل المسكونة في حالة من الحزن والألم والأنين , لما حدث في مذبحة دير القديس أبو فانا وأيضا لصمت جميع مؤسسات المجتمع الدينية والنقابية والثقافية والمدنية والحزبية ,, وهل التصريحات والكلمات الكاذبة المنمقة ستعالج جراحاً عميقة في النفوس المتألمة ,,,أحكم يا الله فدموع الأقباط تنهمر كقطرات الدمالقمص صرابامون الشايبأمين دير القديسين ,,, الطود,,, الأقصر
تعليقات